logo Ministry of Foreign Affairs
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
سفارة الجزائر بهلسنكي

كلمة وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيّد أحمد عطاف

كلمة  وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيّد أحمد عطاف

الكلمة التي ألقاها وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيّد أحمد عطاف، خلال مشاركته في مراسم توقيع وثيقة انضمام الجزائر إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا.

وجاء في نص كلمة السيد الوزير:

معالي السيد محمد حسن، وزير خارجية ماليزيا،

معالي الدكتور كاو كيم هورن، الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان)،

أصحاب المعالي وزراء الخارجية والممثلين الموقرين للدول الأعضاء في منظمة "أسيان"،

معالي السيد ماريو لوبيتكين، وزير العلاقات الخارجية لجمهورية أوروغواي،

أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة،

إنه لمن دواعي الفخر والسرور أن أقف أمامكم اليوم وبلادي تستكمل ترسيم انضمامها إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا.

وبودّي، في هذا الصدد، أن أتقدّم بخالص امتناني لحكومة ماليزيا على استضافتها لمراسم التوقيع هذه وعلى الفرصة التي أتيحت لي لأكون جزءاً من هذا الحفل الأخوي والعائلي. كما لا يفوتني أن أعرب عن بالغ تقديري لجميع الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا على ترحيبها بطلب الجزائر ودعم انضمامها إلى هذه المعاهدة الهامة.

إنّ هذا اليوم يُمثل علامة فارقة في علاقات الجزائر مع رابطة دول جنوب شرق آسيا، كيف لا ونحن نتشرف بالانضمام إلى أسرة الدول الأطراف في معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا، هذه الأسرة التي تجمع كل من يرى في "أسيان" مثالاً يُحتذى به ونموذجا يُستلهم منه في جميع أنحاء العالم.

إنّ إقبال الجزائر على الانضمام إلى هذه الأسرة المُوقرة يرتكز على العديد من الاعتبارات التي يُمكن إيجازها في ثلاثة دوافع رئيسية:

الدافع الأول ينبع من تقديرنا وإعجابنا برابطة دول جنوب شرق آسيا التي أظهرت باقتدار، عبر ما تُجسده من أنشطة وأعمال وما تُحققه من نتائج وإنجازات، كيف يمكن للتعاون الإقليمي أن يقود التحول ويُعزز الاستقرار ويُحقق الرخاء المشترك للجميع. ومن جانبنا، نعتبر منظمة "أسيان" نموذجا مُتميزا للتكامل الإقليمي بإمكانه أن يُلهم بحق جهودا مماثلة في جميع أنحاء العالم، وفي القارة الإفريقية على وجه الخصوص.

الدافع الثاني يتمثل في الرغبة القوية التي تحذونا في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون العريقة التي تجمع الجزائر بكافة الدول الأعضاء في منظمة "أسيان". فنحن نسعى بانضمامنا اليوم إلى معاهدة الصداقة والتعاون إلى إضافة بُعد جديد إلى هذه العلاقات الثنائية، بُعد يشمل "أسيان" ككتلة مُوحدة يتصاعد صوتها الجماعي ويتنامى تأثيرها الإيجابي على الساحة العالمية. ومن هذا المنطلق، نحن نطمح إلى تعزيز تفاعلنا وتوطيد علاقاتنا مع رابطة دول جنوب شرق آسيا من خلال إقامة حوار شراكة قطاعية ونتطلع إلى دعمكم ومُساندتكم في هذا الشأن.

أما الدافع الثالث والأخير فيتعلق باعتزازنا الخاص بمُقاسمة جميع الدول الأعضاء في "أسيان" التزامنا الثابت بمبادئ معاهدة الصداقة والتعاون، خاصة وأنها ذات المبادئ التي يُكرسها وبنفس القدر ميثاق الأمم المتحدة. إنّ هذه المبادئ المُستمدة والقائمة على احترام القانون الدولي تُمثل الركائز التي تستند إليها السياسة الخارجية للجزائر. كما أنّ هذه المبادئ هي التي صقلت الهوية الخارجية لبلادي ووجهت ولا تزال أعمالها ومواقفها على الصعيد الدولي.

وإني على قناعة بأننا جميعًا نتفق على أن عالمنا في حاجة ماسة إلى تجديد الالتزام بهذه المبادئ، لاسيما في ظل التطورات والتوجهات المُقلقة للغاية التي تتكشف أمامنا يوما بعد يوم:

فما يبعث على القلق الشديد بين هذه التوجهات هو الميل المتزايد إلى اللجوء علنا إلى استخدام القوة، في تحد لجميع الأعراف والقواعد الراسخة،

وما يثير القلق الأكبر هو الجنوح المتنامي إلى الانتهاك المتعمد للقانون الدولي، بما في ذلك المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة،

وما يدعو إلى القلق البالغ هو التهميش التدريجي للأمم المتحدة، وإضعاف المنظومة الأممية بأكملها وكذا تحويل مجلس الأمن نفسه إلى هيئة عاجزة وشبه مشلولة.

وفي مواجهة هذه التطورات التي تُسهم في إعادة تشكيل المشهد العالمي برمته:

تلتزم الجزائر بالعمل إلى جانب رابطة دول جنوب شرق آسيا في سبيل الدفاع عن قيم السلام والاحترام المتبادل والتعاون الحقّ.

كما تلتزم الجزائر بالتكاتف مع رابطة دول جنوب شرق آسيا بُغية تعزيز احترام قواعد القانون الدولي، وعلى رأسها مبادئ معاهدة الصداقة والتعاون.

وتلتزم الجزائر أخيرا بالتنسيق الوثيق مع رابطة دول جنوب شرق آسيا من أجل تسبيق الدبلوماسية على المواجهة، وإعلاء سيادة القانون على القوة، وتغليب تعددية الأطراف على الأحادية، على اعتبار أنّ هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل يسوده السلام والازدهار للبشرية جمعاء.

وشكرا على كرم الإصغاء.

جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج - 2023